التوك توك .. ظالم ام مظلوم

( التوك توك ) ................. ظالم أم مظلوم

التوك توك مشروع ولد ليحل مشاكل كثيرة هذا المولود اللعين الذى رفض الجميع الاعتراف به ولكن امر واقع نعيش ونصطدم به .
فهو مفروض علينا جميعا فلا نسير فى شارع أو حى أو قريه إلا ونرى هذا الشيء الذى يسير على ثلاث عجلات ويشاركنا فى الزحام .
تحول التوك توك فى فترة قصيرة من وسيلة مواصلات إلى أداه يرتكب بها الجريمه ، حيث استخدموا سائقيه فى ارتكاب العديد من الجرائم ومستغلين صغر حجمه وقدرته على التخفى فى اى مكان مما أدى ذلك إلى صعوبة القبض عليه ، وعدم وجود تراخيص لهذا المولود اللعين .
ولكن هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها ، هل التوك توك جانى أم مجنى عليه ؟ وإلى متى سوف يظل يوصلنا هذا الشىء ؟
يوجد أكثر من 400 ألف توك توك يسيرون فى محافظاتنا ابتداءا من القاهرة والجيزة وحتى أسوان والسلوم أصبحت جميعا صداع مزمن فى رأس القانون والدولة بأكملها ، اصبحت جميعا حدوته مصرية حزينه فهى المسئول الأول عن ارتكاب العديد من الجرائم التى يجب محاكمته عليها .
التوك توك هو قنبله موقوته حيث استطاع فى فترة قصيرة أن يفرض نفسه بين وسائل المواصلات بل واصبح اخطرها على الاطلاق .
هناك الكثير اخرى من الاراء التى ايدت وجود التوك توك ولكن مع توافر شروط الامان وهناك آراء آخرى رفضت وجود التوك توك لانها وسيلة مواصلات تعوق المرور وتسهل ارتكاب الجريمة وبين هذه الآراء المختلفة يقف التوك توك تائه بين البراءه والإتهام بين التأييد والمعارضه ولذلك فى هذا التحقيق نحاول ان نفتح باب المناقشة حتى نعرف هل التوك توك ظالم أم مظلوم ونحاول عرض بعض الجرائم التى كان التوك توك هو المسئول الاول فيها : -
• سائقتوك توك يقتل زميلة حيث سدد له طعنات اودت بحياته فى الحال اثر خلاف نشب بينهما لأولوية المرور .
• سائق توك توك لم يتعدى عمرة 12 عام يسكب البنزين على توك توك زميله بسبب التنافس على الركاب
• سائق توك توك ومجموعه من اصحابه يخطفون فتاه ويصطحبونها الى منطقة نائية ويتناوبون اغتصابها بوحشية دون النظر الى اى شرع او دين
كل هذه الجرائم ونحن نقف مكتوفى الأيادى امام هذا التوك توك وسائقيه الذين ظهروا مؤخرا وهم اطفال لا يتجاوز عمرهم 15 عام يتحكم فيهم الطيش ولا يدركون مسئولية الطريق ولا مسئولية الحفاظ على ارواح الركاب او الماره وهؤلاء الاطفال والصبيه الصغار يتميزون بميول عدوانيه تتحكم فيهم روح التنافس على الركاب وعلى المرور وسرعان ما يتطور الامر الى مشاجرة تنتهى بجريمة وما يثير الإستغراب ان هؤلاء الأطفال ليسوا ملاكا للتكاتك بل هم يعملون عليها كسائقين عند اصحابها الذين لا يهمهم سوى تحقيق الارباح والحصول على المال .

نمازج من هؤلاء السائقين :-
1. اسمى احمد 11 سنه وأعمل سائق توك توك منذ عام لأعين اسرتى على الحياه ويوميتى ليست محدده فصاحب التوك توك يشترط ان احضر له يوميا مبلغ 30 جنيه وما يزيد فهو لى وقد لاحظت انه يدخن سيجاره فسألته منذ متى وانت تدخن فردّ وهو يضحك منذ ان عملت على هذا التوك توك حتى لا يظن السائقين الكبار اننى عيل فأنا كبير مثلهم .
2. مصطفى شاب آخر قال : لا املك من حطام الدنيا سوى هذا التوك توك الذى يوفر لقمه العيش لأسرتى ولكنى اخاف سحبه وفق القرار الجديد ووافق على ترخيصة ووضع لوحات معدنيه له حتى نضمن سلامتنا كسائقين ونضمن سلامه الركاب .
3. علاء شاب آخر يعمل سائق توك توك منذ عامين ، سألنى لماذا كل هذه الاتهامات للتوك توك انه حد من مشكله التكدس فى المناطق المزدحمه ومواقف سيارات الميكروباص وساعد فى توفير فرص العمل للكثير من الشباب الذين كانوا يقضون يومهم على المقاهى .

اراء الناس فى الشارع عن التوك توك
• مدام مها – موظفه – قالت : ان التوك توك اول ماظهر كنا سعداء خاصه من يسكنون فى شوارع بعيده عن المحطات الرئيسية لمواقف السيارات وكان فى البدايه يقودهم رجال بالغين قبل ان يتسلل له الاطفال الصغار الذين لا يعرفون معنى القياده ومسئولياتها فبدلا من ان نركب التوك توك لنصل الى وجهتنا اصبحنا نركبه لنصل الى يد عزرائيل !!!
• استاذ كريم – محامى – مكان عملى بعيد جدا عن بيتى ولذلك انا من اشد المؤيدين للتوك توك فبعد ان كنت اصل يوميا متأخر عن عملى اصبحت أصل فى ميعادى بل قبل ميعادى .
• سيد – طالب جامعى يقول التوك توك هو السبب فى كثير من المشاكل فهو يعانى من قياده الاطفال والصبيه وايضا المسجلين خطر واصحاب السوابق مما يسبب خطر كبير علينا فالتوك توك اصبح معاناه كبيره ولا بد من حلها .
• داليا – طالبه تقول بالرغم من ان التوك توك هو ارخص وسائل المواصلات سعرا وهو الوسيله الوحيده على نقل الحوامل وكبار السن الى باب المنزل وهو ايضا غير ملوث للبيئه وقليل فى استهلاك الوقود ويصلح للتنزه فى الاعياد والمناسبات الا انه يفتقر الى شروط الامان ولذلك اطالب بترخيصه .

وهكذا مع كل هذه الآراء المؤيده والمعارضه لوجود التوك توك نقف نحن تائهين لا نستطيع الحكم عليه برىء أم متهم ؟ ... جانى أم مجنى عليه ؟ ...... حيث انه مع كل سلبياته فإن له ايجابيات كثيرة فهو صاحب الفضل الأول فى توفير فرص العمل للعديد من الشباب وهو من أكثر وسائل المواصلات غير الملوثه للبيئة بالإضافه إلى صغر حجمه وقله استهلاكه للوقود فهو افضل من الميكرباصات المتهالكه والباهظة الأجره ولكنه أيضا الروح الشريرة التى تهدد حياه الجميع بنات وسيدات – اطفال وكبار – رجال ونساء .
وتتحدث الدكتورة منار – استاذ علم الإجتماع – فى هذا الموضوع حيث تقول : -
ان عمل الاطفال فى سن صغير يجردهم من البراءة التى دائما ما نحب ان نراها فيهم فهى اهم ما يميزهم عن الكبار ولكن العمل يكسبهم الفاظ وسلوكيات سيئة تؤدى إلى الانحراف والادمان وتضيف الدكتورة منار ان السبب الرئيسى لعمل الاطفال كسائقى توك توك هو ان الدوله هى التى سمحت بوجود التوك توك ثم انشغلت عنه ولم تهتم به الى ان اصبحت تراخيص للتوك توك او تراخيص لسائقيه فضلا عن غياب اللوحات المعدنيه الامر الذى وضع التوك توك اسما مزدوجا مع العديد من الجرائم فلا بد من تراخيص التوك توك وتقنينة بطريقة صحيحة للحد من سلبياته والكشف عن ايجابياتة .
وهكذا نقف جميعا أمام التوك توك ذلك الشىء الذى يؤرق حياتنا – هل نضعه فى قفص الاتهام مع القتله والمجرمين ام نطلق سراحه ونتركة ينشر فسادة فى المجتمع ؟ هل نطلق عليه ظالم أم مظلوم؟...
.....
كتب / نسرين السعيد