جريدة اخبار العالم العربى الدولية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الرسمى لجريدة اخبار العالم العربى الدولية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
teacher
Admin



المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 09/03/2011

التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات Empty
مُساهمةموضوع: التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات   التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات Icon_minitimeالسبت مارس 12, 2011 8:31 pm

التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات

ا.د.سعيد صلاح الدين النشائي
sselnashaie@gmail.com

مع الرفض القاطع لإنتاج الوقود الحيوي من الغذاء وطرح سؤال: لماذا تتخلف مصر عن اللحاق بالجيل الثاني للصناعات الحيوية اللاغذائية؟
ناحية فإنه مرفوض شكلا وموضوعا وعلي نطاق واسع عالميا إنتاج الوقود الحيوي من الغذاء‏,‏ وكذلك من نباتات الطاقة التي تزرع في ارض زراعية جيدة وتستهلك مياها صالحة للري الزراعي الطبيعي‏,‏ وتأكيد اعتبار هذا التوجه جريمة ضد الإنسانية.‏
ولكن من ناحية أخري هنالك نباتات للطاقة يمكن أن تستخدم لإنتاج الوقود الحيوي ويمكن زراعتها في تربة غير صالحة للزراعة وتعتمد علي مياه غير صالحة لري نباتات الغذاء‏,‏ وهذه الأشكال من إنتاج الوقود الحيوي يجب تشجيعها بحكم أن مصادر الطاقة التقليدية قابلة للنضوب ولابد من توفير بدائل بشكل عاجل وسريع ومع تصاعد حدة مشكلات الطاقة عالميا فإن هناك تقدما علميا وتكنولوجيا هائلا تحقق في نطاق إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات الزراعية وغير الزراعية‏,‏ يمكن أن يفتح أبوابا ضخمة لإنتاج الوقود الحيوي بالمفهوم المنضبط والصحيح.‏ وللأسف فإن مصر مازالت خارج دائرة هذه التطورات بالرغم من أن المخلفات تتوافر لديها بكثرة مثل قش الأرز ومخلفات صناعة السكر من القصب‏ ومخلفات الذره على سبيل المثال وليس الحصر.‏
وحول التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية الضخمة في نطاق إنتاج الوقود الحيوي خارج دائرة الغذاء الضروري والحيوي لحياة الإنسان وخطورة غياب مصر وتخلفها عن اللحاق بركب العالم ـ والذي تتصدره دول من مجموعة الدول النامية مثل البرازيل وجنوب أفريقيا والصين ـ فإنه من الضرورى اللحاق بالجيل الثاني من الوقود الحيوي‏,‏ وما يعنيه من آفاق غير محدودة لقيام الصناعات الحيوية وأيضا معامل التكرير الحيوي المتكاملة.‏
ويختلف الجيل الثاني من الوقود الحيوي تماما عن الجيل الأول للوقود الحيوي الذي اعتمد علي المحاصيل الزراعية الحيوية والرئيسية وهدد بمجاعة بشرية قاتلة وتسبب في ارتفاعات مجنونة لأسعار الغذاء ضمن مسببات أخري‏,‏ ولقد دفعت الأخطار الشديد للتوسع في استخدام الغذاء لإنتاج الوقود الحيوي وفي مقدمته الذرة أن يعلن الرئيس جورج بوش ـ الذي هو بلا خلاف الرئيس الشرعي للاستعماريين العنصرين ـ معارضته لاستخدام الذرة في إنتاج الكحول الحيوي لإضرار ذلك علي توفير الغذاء‏,‏ ودعا في خطابه السنوي عام‏2006‏ والمسمي خطاب حالة الاتحاد للبدء في الجيل الثاني من الوقود الحيوي المبني علي المخلفات‏.‏
وبالفعل وجهت كل مراكز الأبحاث جهودها نحو هذا الجيل الثاني من الوقود الحيوي ومعامل التكرير الحيوي المتكاملة‏,‏ وذلك لتحقيق التنمية المستدامة التي أصبحت محل اهتمام العالم كله ما عدا بلادنا نتيجة الرؤية الجزئية المقتطعة من سياقها العام وعدم استخدام نظرية المنظومات التي تربط الجزء بالكل‏.‏ وهنالك العديد من مصانع الجيل الثاني من الوقود الحيوي تعمل أو تحت الإنشاء في الولايات المتحدة وتحصل علي دعم حكومي‏.‏
كما أصدرت الصين قانونا يمنع بالكامل استخدام أي مواد غذائية في إنتاج الوقود‏,‏ كما أنشأت وشغلت اكبر مصنع في العالم لإنتاج الايثانول الحيوي من مخلفات الذرة‏(‏ وليس الذرة‏).‏ لذلك وجب النظر لهذا الأمر المهم بشمولية وليس بجزئية مخلة بالأمر كعادتنا مع الأسف‏.‏

التنمية المستدامة وضرورات الوقود الحيوي المعدل :

من الآمور غير القابله للمساومه هى التجنب التام للوقوع في فخ إنتاج الوقود الحيوي من الغذاء باعتباره جزءا من المخططات الاستعمارية لاستغلال دول العالم الثالث خاصة دول القارة الإفريقية‏,‏ مضيفا هذه الجريمة إلي ما لا يحصي ولا يعد من الجرائم للاستعمار القديم والجديد وعملائه المباشرين وعلي رأسهم الكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري وغير المباشرين من المسئولين وقادة الأعمال العملاء والخونة لشعوبهم وبلادهم .
ويؤكد ذلك حتمية الانطلاق إلي الفهم الكلي والمتكامل للوقود الحيوي في جيله الثاني وتوقعاته للأجيال التالية حتى لاتسبقنا جميع القطارات كالمعتاد نتيجة النظرة الجزئية الناقصة والتي تفوت علينا الكثير من الفرص الحقيقية للحاق بركب التقدم العالمي‏,‏ وتمنع مصر من الانطلاق نحو التنمية المستدامة بمفهومها الصحيح باعتبار أن التنمية المستدامة هي مفهوم مهم جدا وسوف يؤثر علي مجمل جوانب الحياة الحديثة‏.‏
ومن الواضح أن مفهوم التنمية المستدامة هو مفهوم ذو مكونات مختلفة‏,‏ منها ما هو تكنولوجي ومنها ما هو غير تكنولوجي‏.‏ وفي إطار نظرية المنظومات يمكن اعتبار التنمية المستدامة منظومة رئيسية والمكونات الأخرى هي منظومات جزئية مترابطة تكون في ترابطها وتفاعلها التنمية المستدامة‏.‏
وتعتبر هندسة التنمية المستدامة من أهم المنظومات الجزئية للتنمية المستدامة ولكنها يجب أن تؤخذ دائما في إطار باقي المنظومات الجزئية‏.‏
والتنمية المستدامة في جانبها الايجابي تمس مجمل جوانب الحياة في المجتمع الحديث‏,‏ ومن أهمها قضية الاستخدام الأمثل للخامات المتجددة لإنتاج ليس فقط الوقود النظيف المتجدد ولكن أيضا باقي مستلزمات المجتمع في معامل التكرير الحيوي‏,‏ والتي سوف تحل محل معامل تكرير البترول ومجمعات البتروكيماويات ‏ وأيضا بعض الصناعات الأخرى القائمة علي المواد الخام غير المتجددة.
وسوف تؤثر التنمية المستدامة ليس فقط علي كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‏,‏ بل أيضا علي نظم وأنماط التعليم والتنمية‏,‏ ومن الأهداف الراقية والمنشودة للتنمية المستدامة هي قدرتها علي الحد من عنف الصراع الدولي‏.‏ كما أنها لابد أن تساهم ايجابيا في التحرك نحو حلم البشرية القديم والجديد في التغلب علي مشاكل الفقر والتخلف‏.‏ ويجب التأكيد مرة أخري علي أن التنمية المستدامة تشمل الأجيال الحالية والقادمة‏.‏
أن بلادنا الحبيبة مصر في إطار دوائرها الثلاث‏(‏ العالم العربي‏,‏ العالم الإسلامي والعالم الثالث‏)‏ تعاني من كل ويلات المرحلة الحالية من التاريخ البشري سواء كان عنفا استعماريا وصهيونيا موجها نحو شعوبنا وصل إلي درجة العودة إلي الاستعمار القديم والاحتلال المباشر بالإضافة إلي الاستغلال بكل الأنواع لشعوبنا وبلادنا وصل إلي حد الاستعمار الاستيطاني المباشر الذي عفا عليه الزمن وفشل في الجزائر وجنوب أفريقيا إلي آخره من المآسي التي تعيشها شعوبنا‏,‏
لذلك فإنه من البديهي أن التنمية المستدامة علي المستوي المحلي والعربي والإسلامي والعالمي هي في صالح شعوبنا وشعوب العالم‏.‏ وفي هذا الإطار فإن بلادنا تواجه تحديات حقيقية تحتاج الكثير من الجرأة في الاستثمار في اتجاه الاقتصاد المستدام وأيضا البحث العلمي المتطور وتطوير نظام التعليم وبشكل خاص الهندسي بما يواكب هذه التحديات المصيرية‏.‏
لذلك يجب أن ننتبه وبشده إلي ضرورة تبني مصر لمفهوم شامل للتنمية المستدامة يملك القدرة علي الربط بين مفاهيم الهندسة والتنمية المستدامة وهندسة البيئة وعلاقتهما بالوقود الحيوي باستخدام نظرية المنظومات‏,‏ التي في غيابها وبدونها لايمكن تحقيق تنمية حقيقية وتقدم فعال ومؤثر بالمعايير الإنسانية والبيئية والصحية والاجتماعية‏,‏ وعلي سبيل المثال فإن هناك تعددا للتخصصات المتعلقة بموضوع الوقود الحيوي وترابطها مع التنمية المستدامة التي تشمل جوانب كثيرة منها ما هو تكنولوجي ومنها ما هو غير تكنولوجي‏.‏

هذه التنمية المستدامة لا تعني فقط أن نواصل تنمية مجتمعاتنا دون إغلاق باب التنمية أمام الأجيال القادمة‏, كم تشير إلى ذلك بعض التعريفات المتخلفه لدول غربيه وأيضا بعض منظمات الأمم المتحده ,‏ بل تشمل أيضا التحسين الجذري للأوضاع الحالية بشكل لا يشمل فقط رفع مستوي المعيشة ماديا بل أيضا صحيا وبيئيا‏,‏ من هنا تدخل هندسة البيئة كمرحلة وسيطة بين الهندسة ذات الكفاءة العالية وهندسة التنمية المستدامة‏.‏ فتاريخيا قبل بدء الاهتمام بالبيئة في العقود الأخيرة كان الاهتمام الأساسي للهندسة هو إنتاج تكنولوجيا ذات كفاءة إنتاجية عالية دون الاهتمام بتأثير تلك التكنولوجيا علي البيئة‏,‏ ومع تصاعد الوعي البيئي تكون ما يسمي هندسة البيئة وذلك بالطبع دون التخلي عن أهمية الهندسة ذات الكفاءة العالية‏,‏ نفس الشيء ينطبق علي العلاقة بين هندسة البيئة وهندسة التنمية المستدامة‏,‏ فهندسة البيئة هي شرط ضروري ولكن لا يكفي وحده لضمان التنمية المستدامة‏,‏ بل يتطلب تهيئة ظروف إضافية مساندة‏,‏ ولتوضيح ذلك يمكن القول أن تكنولوجيا ذات كفاءة عالية وشديدة النظافة وصديقة للبيئة لا يمكن أن تكون مستدامة إذا كانت لا تعتمد علي مواد خام متجددة‏,‏ ويساهم الوقود الحيوي في هذه العملية مساهمة أساسية شرط ألا يصطدم ذلك بإمدادات الغذاء من خلال مفهوم الجيل الثاني القائم علي المخلفات والصناعات الحيوية‏,‏
ويتضح من ذلك التسلسل المنطقي البسيط أن الخامات المتجددة هي قلب التنمية المستدامة وهندستها مع الحرص علي المعني الصحيح للمواد الخام المتجددة‏,‏ فنظريا حتى البترول هو خامة متجددة ولكن فترة تجدده تحتاج إلي مئات الآلاف من السنين‏,‏ بينما الخامات المتجددة حقا هي التي تتعدي دورتها نحو‏6‏ ــ‏18‏ شهرا‏.‏‏
يتجه الباحثون الأوروبيون للتركيز علي ما يسمي التنمية المستدامة في إطار الاستهلاك والتنمية المستدامة في إطار الإنتاج وبالطبع فان نطاق الاستهلاك لا يرتبط بشكل مباشر بقضية الخامات المتجددة وإنما يرتبط بترشيد الاستهلاك كما ونوعا بينما نطاق الإنتاج هو الذي يرتبط بقضية الخامات المتجددة وأهمها المتعلقة بالوقود والتي تثير قضية الوقود الناضب والوقود المتجدد‏,‏ حيث أن الوقود القائم علي البترول والفحم والغاز الطبيعي هو وقود غير مستدام لأن خاماته غير مستدامة وقابلة للنفاذ‏,‏ ليس هذا فقط بل إن توزيع وجود هذه الخامات غير متطابق مع توزيع الاحتياج لها في المجتمعات الصناعية المتقدمة مما يوجد رغبة وحاجة شديدتين لدي هذه الدول للسيطرة عليها أينما وجدت؟‏!.‏

خطورة غياب مصر عن التقدم العلمي العالمي : عالم المواد الخام المتجددة‏ وثورة معامل التكرير الحيوى:
العالم متغيرات عاصفة تستهدف التركيز علي إمكانية التوسع التدريجي في الاستغناء عن الخامات التعدينية والطبيعية غير المستدامة واستبدالها عن طريق التقدم العلمي العالمي الهائل بخامات تخليقية مستدامة ومتجددة‏,‏ خاصة فيما يرتبط ببدائل الطاقة التي تشكل هاجسا عالميا كبيرا للدول الصناعية الكبري والدول النامية علي السواء في ظل توقعات نفاد احتياطيات العالم من النفط في الأجل المنظور وعدم كفاية بدائل الطاقة المتعارف عليها حاليا بكل صورها وأشكالها سواء كانت طاقة نووية أو شمسية أو طاقة رياح أو طاقة مائية مما يحتم البحث العاجل والسريع عن البدائل غير المكلفة والآمنة التي تجنب العالم الدخول إلي عتبات أزمة طاقة تهدد استقرار العالم ووجوده وتقدمه‏.‏
أن محور التقدم العلمي العالمي الراهن يرتكز علي إمكانية الاستغناء عن هذا الوقود ـ ولو جزئيا ـ القائم علي الخامات غير المستدامة ـ وإحلال وقود محله من الخامات المستدامة نعم لكن هناك عوائق تكنولوجية واقتصادية وسياسية وصراعات مصالح في مواجهة أنواع الوقود القائمة علي خامات متجددة ومن الممكن تقسيم أنواع الوقود المتجددة هذه إلي عدة أنواع كل منها يمكن إنتاجه عن طريق عدة تكنولوجيات‏.‏ والسؤال في ظل هذا التعدد هو أي أنواع الوقود المتجدد أو التكنولوجيات المختلفة هو الذي نتوقع له أن يسود؟
والإجابة عن هذا السؤال هي أن الوقود المتجدد وتكنولوجياته تعتمد بشكل كبير علي جوانب مكانية واقتصادية واجتماعية سوف تجعلها تتعايش كلها إلي جانب بعضها‏.‏ فإذا كنا اليوم نعيش في ظل منظومة من أنواع الوقود غير النظيف وغير المتجدد‏, ‏ فإنها سوف يحل محلها منظومة من أنواع الوقود النظيفة والمتجددة والمتنوعة لذلك فإنه يجب استمرار الاهتمام بكل هذه الأنواع من الوقود النظيف المتجدد وكل هذه التكنولوجيات‏.‏
والسؤال من أين نأتي بالمنتجات الوسيطة الأساسية ــ مثل السكريات والغاز المخلق ــ المؤدية إلي إنتاج هذا الوقود النظيف المتجدد‏:‏
‏1‏ ــ السكريات أهم مصدر متجدد لها هو معالجة المخلفات اللجنو سيليلوزية كقش الأرز علي سبيل المثال‏.‏ وذلك بعد فصل اللجنين عن السيليلوز والهيميسيليلوز‏(‏ وهي بلمرات طبيعية للسكريات‏)‏ للحصول علي هذه السكريات‏.‏
‏2‏ ــ الغاز المخلق أهم مصدر متجدد له هو المخلفات أيضا سواء كانت لجنوسيليلوزية أو أية مخلفات للكتلة الحيوية‏(‏ البيوماس‏)‏ وذلك عن طريق التحويل إلي غاز مخلق في مفاعلات ذات أنواع مختلفة عن القائم حاليا بتكنولوجيا جديدة متطورة‏.‏

الصناعة الحيوية والمواد الخام المتجددة:

أن الوقود الحيوي في الجيل الأول والمرفوض شكلا وموضوعا اعتمد علي منتجات زراعية يمكن استخدامها في سد فجوة الجوع في العالم بدلا من استخدامها في إنتاج مزيد من الوقود‏,‏ كالذرة في الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج الكحول الايثيلي‏(‏ الايثانول‏)‏ الحيوي‏.‏ وهذا الاتجاه يتعرض لهجوم شديد ومبرر مما دعا إلي التوجه نحو إنتاج الايثانول الحيوي من المخلفات وهناك أيضا استخدام بعض الزيوت الطبيعية لإنتاج الديزل الحيوي كوقود للشاحنات وهو اتجاه يعاني من نفس الانتقادات‏.‏ أما النوع الأخر فيشمل منتجات زراعية زرعت خصيصا لاستخدامها في إنتاج الوقود مثل السويتش جراس هذه الخامات إذا كانت تنتج في أرض ومياه غير صالحة أصلا لزراعة المحاصيل الأخرى المهمة للتغذية والتطبيقات الأخرى فلا ضرر من هذا الاتجاه‏.‏
وهناك نوع واعد جدا وصاعد من الوقود الحيوي عن طريق تربية الطحالب في مزارع عبارة عن برك صناعية في الصحراء وتغذيتها بمخلفات مياه المجاري‏,‏ وهذه الطحالب تنمو بمعدل سريع جدا وتحتوي‏50%‏ ديزل حيوي والباقي يصلح كعلف للحيوان‏.‏ وتشهد الأبحاث العلميه الآن تطوير مفاعلات خاصه لتنمية هذه الطحالب من سلالات مختاره بدقه.
وفي ظل التقدم العلمي فإن هناك تكنولوجيا حديثة تساعد علي إنتاج المادتين الوسيطتين الأساسيتين لإنتاج الوقود الحيوي فالسكر يتحول إلي الايثانول الحيوي عن طريق عملية التخمر التي تطورت تطورا كبيرا في العقدين الأخيرين كما يمكن تخمير السكريات لإنتاج البيوتانول الحيوي الذي له مميزات كثيرة جعلت شركات عالمية كبيرة تركز أبحاثها في اتجاه تحسين إنتاجه كما توجد في مصر أيضا أبحاث مهمة في هذا الاتجاه خصوصا بالمركز القومي للبحوث وأيضا شركة السكر للصناعات المتكاملة بالحوا مدية‏.‏ ويستدعي تطوير عملية إنتاج الايثانول والبيوتانول الحيويين مجموعات بحثية متعددة التخصصات من اجل تطوير المفاعلات الحيوية المستخدمة بالترابط مع تطوير الإنزيمات والحفازات الحيوية المستخدمة في تحفيز تلك التفاعلات وأكثر دول العالم تقدما في إنتاج الايثانول الحيوي هي البرازيل‏.‏
ثم هناك الغاز المخلق الذي يمكن استخدامه في مفاعلات ذات عامل حفاز من اجل تخليق مركبات تبدأ من الميثانول وصولا إلي الديزل مرورا بالايثانول والجازولين‏,‏ هذه العملية تسمي فيشير ـ تروبش‏.‏ وأكثر دول العالم تقدما في هذا المجال هي جنوب أفريقيا‏(‏ شركة ـ ساسول‏).‏ وهناك مجال واسع لمزيد من التطوير تستطيع أن تقوم به مجموعات من الباحثين المصريين‏.‏
هذا هو العمود الفقري لما يمكن أن نطلق عليه الوقود الحيوي المتجدد والذي في استخدامه ينتج ثاني أكسيد الكربون بشكل شبه معادل لهذا الغاز اللازم عن طريق التخليق الضوئي لإنتاج المواد الحيوية المتجددة المستخدمة في إنتاج الوقود نفسه وبذلك تكون دورة الحياة لهذا الوقود ذات إنتاج ثاني أكسيد الكربون يقترب من الصفر بعكس كل أنواع الوقود الاحفوري المنتج من مواد خام تم استخراجها من تحت الأرض‏(‏ بترول‏,‏ فحم‏,‏ غاز طبيعي‏)‏ وبخلاف هذا العمود الفقري يوجد الكثير من أنواع الوقود الأخرى الحيوية المتجددة مثل الهيدروجين الحيوي المنتج من خامات أو عمليات حيوية وإذا كانت الكهرباء هي من انسب الأشكال الاستهلاكية للطاقة فإن خلايا الطاقة الحيوية تعتبر من الموضوعات المهمة جدا للتحويل الكفء لأشكال وقود مختلفة إلي كهرباء نظيفة ومتجددة‏.‏

معامل التكرير الحيوي وتوفير البدائل للسلع المهمة :

أن آفاق الصناعة الحيوية لا تقتصر علي إنتاج الوقود الحيوي بل تمتد إلي مجالات متعددة لتوفير المنتجات المختلفة التي يتم الحصول عليها حاليا من معامل البتر وكيماويات كمنتجات تعتمد علي النفط الخام والغاز الطبيعي غير المتجددين وتزداد حاجة العالم إليها بشكل متزايد مما يحتم أن يمتد التفكير بصورة شاملة ومتكاملة إلي باقي السلع والمنتجات التي تعتمد علي مواد خام غير متجددة لتوفيرها بنفس تكنولوجيا الوقود الحيوي من هنا بدأ في السنوات الأخيرة الاهتمام في معظم أنحاء العالم بما يسمي معامل التكرير الحيوي(Bio-refineries) وهذا يعني المصنع الذي يجمع بين إنتاج أنواع الوقود الحيوي المتجدد وأيضا السلع الأخرى التي يحتاجها المجتمع بالإضافة إلي الطاقة وكل ذلك بشكل متكامل من مواد خام حيوية متجددة وبذلك يحل محل معامل تكرير البترول ومجمعات البتر وكيماويات المعتمدة علي البترول والغاز الطبيعي كمادة خام غيرها من الصناعات وهذا هو الهدف الاستراتيجي للتنمية المستدامة‏.‏ ولقد بدأت مشاريع بحثية ضخمة في هذا الاتجاه عن طريق جهات تمويل الأبحاث الحكومية وغير الحكومية مثلا‏EPA, NSF, DOE: ‏ في الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا في أوروبا بالتعاون مع الصناعة والجامعات ومراكز الأبحاث‏.‏
ولقد بدأت بعض معامل التكرير الحيوي تظهر في بعض الولايات الأمريكية‏(‏ مينيسوتا ووسكنسون‏)‏ في السنوات الأخيرة‏.‏ ويجب الإشارة إلي أن كثيرا من مصانع إنتاج الوقود الحيوي يتم تصميمها علي أساس أن يكون نواة لمعامل تكرير حيوي‏.‏ كما أن بعض المصانع الكلاسيكية الحالية يمكن أن تنمو وتطور في اتجاه التحول إلي معامل التكرير الحيوي مثل صناعة الورق علي سبيل المثال وليس الحصر‏.‏
من ذلك كله وبشكل مبسط للغاية يتضح أن التنمية المستدامة لا تتحقق عن طريق خطوة واحدة ولكن عن طريق سلسلة من الخطوات المتتالية والمترابطة‏,‏ تشمل التخلص من المخلفات لصالح البيئة النظيفة‏,‏ وتحويلها إلي وقود حيوي نظيف ومتجدد ومتنوع سواء من ناحية طبيعته أو من ناحية المواد الخام الحيوية المتجددة المستخدمة في إنتاجه وأيضا من ناحية التكنولوجيا المستخدمة في إنتاجه كما تشمل إنشاء معامل تكرير حيوي تنتج الوقود الحيوي وأيضا باقي السلع‏(‏ أو بعضها‏)‏ ـ التي يحتاجها المجتمع من مواد خام متجددة وأيضا إنتاج أشكال الطاقة المباشرة المتجددة‏.‏
هذا كله يستدعي استثمارات للاستخدام الأمثل للمخلفات وأيضا الاستثمار في الأبحاث التكنولوجية متعددة التخصصات المرتبطة بهذه الاتجاهات المهمة نحو التنمية المستدامة الهامة للأجيال الحالية والقادمة وهو ما يتطلب تدخلا حكوميا مباشرا لوضع الاستراتيجيات والسياسات وضمان تنفيذها مع تنفيذ برامج شاملة للدعم والمساندة والتحفيز ليس فقط علي نطاق البحث العلمي والتطبيق التكنولوجي ولكن أيضا علي المستوي الذي يضمن انطلاق الصناعات الحيوية وانطلاق معامل التكرير الحيوية بالاستفادة بالخبرة العالمية والتكنولوجيا الأكثر تقدما والمعارف الفنية التي تتراكم بشكل دائم ومستمر حتى لاتجد مصر نفسها بعيدة عن مسيرة العالم وتطوراته الحديثة والمتجددة كما وجدت نفسها بالفعل علي امتداد العقود الماضية وهو ما يشكل معضلة تنموية يعني استمرارها تفاقم المشكلات الحادة والمستعصية؟‏!‏
[img][/img]التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات RXS305933Zالتنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات RXS305933Zالتنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات ?d=EQK18W2Fالتنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات ?d=EQK18W2F
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elhadad.forumegypt.net
 
التنميه المستدامه والوقود الحيوى ومعامل التكرير الحيويه المتكامله فى إطار نظرية المنظومات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جريدة اخبار العالم العربى الدولية :: العدد الرابع :: آراء وأفكار-
انتقل الى: